بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 10 سبتمبر 2011

الى متى ؟!



 
 

استيقظ في السابعة صباحاً , أيقظ والدته...لم تستيقظ , بكى ( ماما أبي فطور ) , صرخت في وجهه :فطور الحين؟ أقول رح نام  !...هرب الطفل من أمه وقد أخافته بصوتها المرعب ! فتح التلفاز... وجلس قليلاً...ثم أسرع إلى المطبخ وقد غلبه الجوع...أراد أن يص ل إلى الرف العلوي من الدولاب لكي يصلح الفطور !سقط وأسقط معه بضعة ! أكواب وصحون !

استيقظت والدته وسارت بسرعة لترى...اختبأ تحت طاولة الطعام
أمسكت بتلابيب قميصه و أشبعته ضرباً وهي تكرر :ليش ما قلتِ لي إنك تبي فطور! ...هرب من الخوف ولم يأكل.

الساعة الثانية عشرة ظهراً أعدت الوالدة الإفطار ! أكل بشراهة... واتسخت ملابسه...نظرت إليه وصرخت : أنت غبي ما تعرف تأكل , شف محمد ولد خالتك كبرك وأعقل منك؟
اغرورقت عيناه بالدموع وهرب إلى فناء المنزل
ولم يكمل إفطاره
الساعة الثالثة ظهراً...
عاد والده من عمله...
فرِح الصغير واستبشر , وأخذ يحدث والده
عن ابن الجيران وعن فيلم رآه في قناة كذا...
وعن مسلسل حدث فيه كذا وكذا...
كان الوالد مستلقياً على السرير...
قال الطفل بهدوء : بابا .. بابا وش فيك ما ترد عليّ؟
حرّك رأس والده بيديه الصغيرتين
فإذا به ( في سابع نومة )

الخامسة عصراً...
اجتمعت صديقات الوالدة في المنزل ...
وقد تأنق الصغير ولبس أجمل ثيابه...
وعندما همّ بدخول غرفة الضيافة 
سحبته والدته... من يده بشدة وقالت :
ما قلت لك يا.... لا تدخل... تبي تفشلني !
رح عند التلفزيون , ولاّ رح العب مع عيال الجيران.
الثامنة مساءً...عاد الصغير وقد اتسخت ثيابه الجديدة... وعلا صوته بالبكاء... رأته الأم ورفعت 
صوتها : (الله لا يعطيك العافية يا خبل ) وش مسوي في ملابسك؟...أراد أن يشكو لها من أحمد ابن الجيران الذي ضربه وقال له كلام (قليل أدب) ! لكنها ضربته قبل أن يتحدث

التاسعة مساءً...جاء الوالد , واجتمع مع عائلته للعشاء..أراد الصغير أن يحدثه عن ابن الجيران... لكنه كلما همّ بالكلام 
قال له أبوه : أنا تعبان ماني فاضي لخرابيطك.
العاشرة مساءً... نام الصغير أمام ألعابه...
فأتت الوالدة لتحمله , وأمطرته بقبلاتها الحارة , ثم
تمتمت : أحبك يا أشقى طفل في العالم !
ضحك الأب وقال :صح... فيه شقاوة مو طبيعية الله يعينا عليه.

والسؤال المهم :
هل هذه تربية؟ وإلى متى ونحن نكرر الأخطاء؟!
ومتى سنستفيد من الدراسات النفسية والتربوية؟
وحتى متى سنظل نربي أبناءنا بهذا الإهمال و التساهل ا؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق